ENSAR NEŞRİYAT TİC. A.Ş., Malatya, 2022
الملخص
هجرة الإنسان المسلم من وطنه الأصلي إلى وطن آخر
تعتبر من أخر السبل التي يمكن أن يلتجئ إليها إذا ضاقت به السبل في بلده الأصلي،
سواء أكانت مادية أو معنوية، ولكن أغلب من يهاجرون يظنون أنهم بهجرتهم سوف يتخلصون
من الجحيم، ويدخلون جنةً وارفة الظلال، ومع أول خطوة تبدأ الهجرة تبدأ معها
المشاكل والمخاطر، وما أن يصل إلى هناك حتى تبدأ رحلة المعاناة، ويعلم أن الفردوس
الذي كان يحلم به ويمنّي نفسه به كان مجرد سراب، ويبدأ بالشعور بالتضايق من كل
شيء؛ لأن ما كان يقال له غير ما يراه، وأولها العنصرية والنظرة الدونية التي يراها
في عيون من هاجر إليهم. أما الأثار التي تتركها الهجرة عليه وعلى من حوله سواء
أكانت أسرته أو أولاده أو وطنه ومجتمعه فحدث ولا حرج فمن تشتيتٍ وتفكيك للأسرة إلى
الانحراف والجنوح إلى المحرمات وإلى أمراض اجتماعية مختلفة، والآثار كثيرة لا يمكن
حصرها، ولكن أشدها خطراً فقدان الإنسان المسلم لدينه وعقيدته، فهو يرى أن زوجته
وأولاده قد خرجوا من قوامته إلى قوامة نظام لا دين له ولا شريعة، ولا يحافظ على
نفسه وعائلته إلا النزر اليسير، وبعد عدة سنوات تتشتت الأسرة، والأولاد يرتدون عن
دين آبائهم وأجدادهم، ويتحولون إلى ملاحدة وعلمانيين لا دين لهم ولا مبدأ، إلا من
رحمه ربي.